الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات تكشف لأوّل مرّة: هذا فحوى الرسالة السرّية "الخطيرة" التي أرسلها أبو عياض إلى زعيم تنظيم القاعدة الظواهري

نشر في  06 جانفي 2016  (13:59)

لأوّل مرة يتم الكشف عن رسالة سريّة بعث بها “أبو عياض ” إلى أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة ،في رمضان  2014 .

الرسالة كشف عنها أحد المنتسبين لـ” داعش”  و كنيته ” أبو ميسرة الشامي” ، متهما أبو عياض أنّه حكيم ” يهود الجهاد” في المغرب الإسلامي “.

وتتضمّن هذه الرسالة دعوة إلى أيمن الظواهري لاظهار مبايعته لداعش  من أجل اختراقها  و تغييرها من الداخل .

سنقدّم أهم ما جاء في هذه الرسالة على أن نقدم  بعد ذلك قراءة حول أساليب عمل القاعدة والاختراقات و التقية …

جاء في الرسالة

ففي رسالة وصلتني -من أرشيف مراسلات قاعدة المغرب- حُررت في شهر رمضان 1435هـ، كتب “حكيم يهود الجهاد” في شمال إفريقية (أبو عياض التونسي) إلى “حكيم يهود الجهاد” في خراسان (الظواهري)، قائلا:

“لا يخفى عليكم ما آلت إليه الأوضاع بعد حلول كابوس الفتنة في الشام، والذي انتهى بإعلان الخلافة، وإني لا أحب أن أناقش هذا الأمر أو بالأحرى هذه النازلة الخطيرة التي حلت بالأمة من الزوايا التي رأيت كثيرا من الإخوة ناقشوها منها، ولكن أحب أن أنصرف إلى طرح الحلول في التعامل معها لأنه أحببنا أم كرهنا أصبحت واقعا لا محيد عنه واستحالت طوفانا يضرب بجرانه جميع الساحات الجهادية شرقا وغربا شمالا وجنوبا”، ثم يقول: “ونظرا لتفشي سلطان الجهل في أبناء التيار الجهادي وطغيان العواطف لدى منسبيه فإني أرى أنه يجب على قادة التيار ومشايخه وعلى رأسهم الشيخ أيمن -بالدرجة الأولى- أن يعمل من أجل أن يقلب مفاسد هذا الإعلان إلى مصالح”.

ثم قال: “أيها الحبيب أنت اليوم الوحيد المؤهل لأن تقلب المعادلة داخليا وخارجيا، داخليا بين أبناء التيار المتنازعين وخارجيا باستعادة القيادة أمام العالم “كافره ومسلمه”، وإني ناصح لك بأن تعجل بالدخول في هذا الأمر بإعلان بيعتك للبغدادي”.

ثم نصحه بأن ينوي ببيعته “تصحيح المسار وإصلاح الفساد المستشري”، ثم قال: “أنه لم يعد لنا سبيل إلا الإصلاح من الداخل”.

ثم زعم أن دخول الظواهري في الدولة سيكون: “إلجاما لأهل الغلو في الدولة وتقوية لأهل الخير فيها، دخولك أراه هو الحل لتقزيم العدناني الذي التف عليه أهل الغلو فأصبح يسابقهم فيه، دخولك في الأمر أيها الشيخ سيوقف تيار الفتنة في كل الساحات بل وسيقويها ويؤلف بين شبابها، وإني أكاد أجزم أن دخولك سيوقف حمى التكفير والتبديع وسيصرف الشباب إلى ما ينفع الأمة”.

ثم قال للظواهري: “دخولك أيها الشيخ سيمتن وحدة الصف في مغرب الإسلام الذي مال أكثر شبابه إلى الدولة لأن شباب المنطقة التي تعتبر خزانا للجهاد العالمي سيلتفون حول قيادة الشيخ عبد الودود”، وقال: “دخولك أيها الشيخ سيجعل من اليمن نموذجا فريدا من وحدة المجاهدين هناك تحت قيادة الشيخ ناصر الوحيشي… وهكذا بقية الساحات بإذن الله خاصة وأن قياداتها تتسم بالتزام منهج العدل والسنة البعيد عن الغلو فكرا وممارسة”.

ثم زعم أنه لا يقترح مَكره إلا: “وفاءً لتاريخ هذا المنهج أن يتلعب به الجهلة والغلاة”، و”إيمانا بأن الدخول في هذا الأمر سيوقف طوفان الفتنة أو يحد منه ويحقن دماء معصومة ويحفظ حرمات وأعراض معرضة للانتهاك”.

ثم علّق: “وقد استشرت -شيخنا الحبيب- إخواني من قيادات المغرب الإسلامي”، واستشار أيضا: “أمير أنصار الشريعة بليبيا الشيخ محمد الزهاوي والمسؤول العسكري معه وقد باركوا هذا الطرح”.

وأنهى الرسالة بالتوقيع: “أمير أنصار الشريعة بتونس وعضو الهيئة الشرعية في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”، وبـ “إرسال نسخة للشيخ أبي محمد [المقدسي] حفظه الله ومنه إلى الشيخ أبي قتادة [الفلسطيني] ثبته الله مع رجاء دخولهما في الأمر بل أن يكونا على رأسه… ونسخة للشيخ ناصر الوحيشي في اليمن والشيخ أبي الزبير في القرن الإفريقي”، وأرسل نسخة أيضا إلى أتباعه في مالي.

وجاء في رسالة من بعض “يهود الجهاد” معه في قاعدة المغرب إلى الظواهري: “بعد مقترح الشيخ أبي عياض فكرنا مليا في المبادرة فرأيناها تناسب ما وصلت إليه هذه النازلة التي حلت بالأمة وليس هذا هو الحل الشرعي الذي يتوجب على الأمة الرجوع إليه ولكنها المصلحة التي بها نجمع كلمة الإخوة ونقضي على هذه الفتنة قبل أن تأتي عبلى الأخضر واليابس وقد عايشتم حقبة الزوابري وهي نفس التجربة تتكرر، راينا أن غالبية الشباب في تونس قد بايعوا الدولة وكثير من الشباب في ليبيا مؤيدين لها وسمعنا مؤخرا أن كتيبة في الوسط بايعت الدولة، الأمر أخي بدأ ينحو منحى لا محيد من اتخاذ إجراء سريع للقضاء على هذه الفتنة وتحويل مجراها لصالح الجهاد والمجاهدين ولصالح الأمة، وكما تعلم فإننا لسنا من أنصار الدولة ولسنا من مؤيديها ولنا عليها مؤاخذات في معتقد الغلو الذي تبنته وبان من خلال أعمال وتصرفات أفرادها، ورأينا أن هذه الجماعة بمنهجها تتمدد ويتكاثر أعوانها وخوفا منا على ذهاب ما بأيدينا من شباب ودخولهم في تيار الغلو فكان لزاما أن نؤيد الشيخ في مشروعه الذي رسمه ليس قناعة منه باستحسان هذا المنهج ولكن هي خطة لاستقطاب شباب الجهاد وإرجاعهم لقياداتهم ومشايخهم والقضاء على هذه الفتنة وسحب البساط من تحت زعيمها العدناني وإعادة الثقة للشيخ أيمن. على كل هذا ما رأيناه يخدم المصلحة العامة للجهاد في هذه الآونة وهو مبايعة الشيخ أيمن للبغدادي ودخول تنظيم القاعدة في الدولة وبهذا نصاب الموازين لأهلها وبها يقضى على منهج الغلو ويتم الحفاظ على مجاهدينا وشبابنا وإعادتهم لمسيرة شيوخهم وقادتهم تحت أي مسمى وإن كانت الخلافة التي أعلن عنها العدناني في غير وقتها”.

وكالات